قال الباحث والمستشرق الأمريكى ريموند ستوك إن الإدارة الأمريكية وقعت فريسة وهم كبير؛ وهو أن الإخوان تنظيم يتمتع بشعبية كبيرة فى مصر، وأقنع مستشارو البيت الأبيض الرئيس باراك أوباما بأن الإخوان تنظيم معتدل بل إن رئيس مخابراته السابق «جيمس كلابر» وصفهم داخل مجلس الشيوخ فى فبراير 2011 بـ«جماعة علمانية»!
وأشار زميل «شيلمان-جينسبروج» في منتدى الشرق الأوسط ومقره فلادلفيا، الذى عاش فى القاهرة 20 عاماً وتخصص فى دراسة الشئون الثقافية والسياسية لمنطقة الشرق الأوسط، إلى أن الإدارة الأمريكية خلطت بين ضعف الإخوان تحت حكم مبارك ونبذهم للعنف، وراهن عليهم «أوباما» بكل أوراقه للسيطرة على مصر، ما جعله يغض الطرف عن كل تجاوزات الرئيس السابق محمد مرسى، ثم يسارع بقطع المعونة عن الجيش المصرى الذى قرر الانحياز لشعبه فى ثورة 30 يونيو على الديكتاتور الإخوانى.
سيظل الأمريكان ينددون بالجيش المصرى والحكومة المؤقتة، موضحاً أن إدارة أوباما التى لم تلتفت إلى الملايين التى خرجت ضد مرسى فى يونيو الماضى، ما زالت تتشبث بأمل عودة الجماعة للسلطة، رغم إدراكها أن هذا أمل واهٍ فى ظل وجود «السيسى على الساحة».
المستشرق الأمريكى، الذى سبق وشبّه «السيسى» بالقائد الفرعون «حور محب» الذى خلص مصر من إخناتون الإخوانى محمد مرسى، يؤكد أن سياسات أوباما تهدد استقرار الشرق الأوسط بأكمله.
■ مع اقتراب الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير، كيف تراها الآن؟ هل كانت ثورة وطنية أم صناعة أمريكية؟
- ثورة يناير لم تبدأ فى 2011 فقد تجمعت نذرها بعد الانتفاضة الفلسطينية الثانية فى عام 2000 الذى شهد تحالفاً من المعارضين لحكم «مبارك» والقوى المعادية لإسرائيل. ووجد هذا التحالف أرضية مشتركة فى معارضة مبارك، بلغت ذروتها فى دعم إضراب عمال المحلة الكبرى فى عام 2008 (تاريخ ميلاد 6 أبريل)، ثم وجد هذا التحالف فرصة أخرى لحشد الاحتجاجات الغاضبة بعد مقتل خالد سعيد فى الإسكندرية فى 6 يونيو 2010. وعلى وجه اليقين الربيع العربى كله لم يكن صناعة أمريكية. ودور واشنطن اقتصر على مباركة هذا الربيع بعد اندلاعه وتشجيع الإسلاميين على تصدر المشهد. لكن مباركة واشنطن وتشجيعها لفصيل معين لا يعنى أنها وراء هذه الثورات أو من تحكم فيها. ثورات الربيع جاءت كرود أفعال على ظروف محلية موضوعية فى المنطقة، ولم تخلقها واشنطن أو حتى تحرض عليها. ومع ذلك، فيبدو أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما كانت لديه فكرة مسبقة أن هذه الثورات كانت قادمة فى الطريق، وقرر أن يكون على «الجانب الصحيح من التاريخ» على حد تعبيره، بدعمها عندما اندلعت، (ولكن رأيى أنه وقف على الجانب الخطأ)، وكانت هناك مؤشرات على توجهات أوباما التى ظهرت بوضوح بعد الربيع العربى أهمها خطابه الشهير فى جامعة القاهرة عام 2009، فقد كانت دعوة أوباما لقادة الإخوان لحضور هذا الخطاب تشجيعا ودعما واضحين لهم وتحديا أكثر وضوحا للرئيس مبارك. وأظن أن أوباما فتح باب التغيير الذى تحقق بعد ذلك فى هذا اليوم.
■ كيف فتح أوباما باب التغيير فى مصر من خلال خطابه الشهير فى جامعة القاهرة؟
- عندما جاء أوباما إلى القاهرة التى اختارها لمخاطبة العالم الإسلامى كله فى 4 يونيو 2009، أعطى رسالتين صادمتين للعالم، أولهما: أن السياسة الخارجية الأمريكية، وللمرة الأولى، توجهت إلى المسلمين على أساس هويتهم الدينية، أى فقط باعتبارهم مسلمين، بغض النظر عن جنسياتهم أو عرقهم، وهو بذلك دعم فكرة «أستاذية العالم» و«الأممية الإسلامية» اللتين يتبناهما الإخوان، وثانيتهما أنه قال للإخوان فى هذا الخطاب «أنتم المستقبل». ودعم هذا التوجه كما قلت بدعوة قادة جماعة الإخوان المحظورة وقتها بل وخصص لهم مقاعد فى الصف الأمامى (وذلك مخالف لأبسط قواعد البروتوكول) وبذلك أقصى عمليا حليف أمريكا المخلص و«صديقه» الشخصى الرئيس مبارك، الذى تعلل بالمرض لعدم الحضور.
■ ما الذى أقنع أوباما أن الإخوان هم المستقبل؟
- كثير من مستشارى أوباما، بدءا من مستشارته السابقة للتواصل مع العالم الإسلامى «داليا مجاهد» إلى مستشاره لشئون مكافحة الإرهاب جون برينان (الذى يرأس الآن وكالة الاستخبارات المركزية) وغيرهم رأوا الإخوان «جماعة معتدلة»، على الرغم من سجلها الحافل فى دعم الإرهاب على الصعيد العالمى وأيديولوجيتها المتشددة والمعادية للغرب. وتجاهل هؤلاء المستشارون قاعدة بسيطة وهى أن الإسلاميين يكرهون الولايات المتحدة والغرب بشكل عام، ولن يسعوا أبدا لسلام مع حليفة أمريكا إسرائيل، وبالتالى فإن دعمهم للإسلاميين كان فى الواقع خيانة لمصالح أمريكا نفسها. والواقع أن أوباما ومستشاريه وقعوا فى خطأ واضح عندما خلطوا -وما زالوا يخلطون- بين سعى الإخوان للوصول للسلطة بالوسائل السلمية تحت حكم مبارك، وبين نبذ الجماعة للعنف على إطلاقه. ولم يدركوا أن الإخوان كانوا مجبرين -وليسوا مقتنعين- على تبنى وسائل سلمية تحت حكم مبارك بعد أن فشلوا، فى محاولات متلاحقة للوصول للسلطة بالعنف. وقد أظهرت ممارسات الجماعة اللاحقة بعد أن وصلوا للسلطة وبعد الخروج منها، كذب وزيف التصورات الأمريكية الحالمة عن الإخوان. والواقع أن إدارة أوباما نظرت لأوضاع المنطقة لكنها لم تستطع أن ترى الحقيقة. لهذا السبب، فإنهم خذلوا مثلا الشباب الإصلاحى الذى انتفض ضد حكم الملالى فى إيران بعد انتخابات عام 2009، وتابعوا هذه السياسة بدعم الحركات الإسلامية بعد ثورات الربيع العربى.
■ على أى شىء تستند حين تقول إن أوباما كان يعلم أن ثورات شعبية فى طريقها لاجتياح العالم العربى؟
- أستند إلى ما كتبه مراسل صحيفة نيويورك تايمز «مارك لا ندر» فى البيت الأبيض، الذى قال إن الرئيس أوباما كلف لجنة خاصة من مساعديه لإعداد تقرير عن بعض بؤر التوتر فى العالم العربى وعلى رأسها مصر، وأعدت اللجنة تقريرا من 18 صفحة فى أغسطس 2010 توقع اندلاع ما سمى لاحقا بثورات «الربيع العربى»، وقدمت اللجنة فى تقريرها أفكارا للضغط على «الحكام المستبدين الذين هم أيضاً حلفاء مخلصون للولايات المتحدة» من أجل تحقيق تغيير سياسى.
■ لكن أوباما وعددا من كبار مسئولى إدارته أصيبوا بالدهشة عند اندلاع 25 يناير، فكيف يمكن أن يندهش رئيس من حدث توقعه؟
- بعض الأحداث المتوقعة تصيب الناس بالدهشة عند وقوعها خاصة إذا كانوا بمستوى غباء من يديرون الولايات المتحدة الآن! عموما هناك تضارب حول ما إذا كان وقوع 25 يناير مفاجئا أم متوقعا، فوفقا لتقرير «مارك لاندر» وثيق الصلة بمصادر البيت الأبيض، فإن الرئيس الأمريكى كان على علم بأن المنطقة بأكملها على وشك الانفجار. وفى نفس الوقت -بل وحتى بعد اندلاع الثورة التونسية- قدمت السفارة الأمريكية فى القاهرة، أو وكالة الاستخبارات الأمريكية، تقريرا قالت فيه إن الظروف فى القاهرة غير مهيأة لسيناريو مماثل لما حدث فى تونس. ومع الأسف لا نستطيع التوصل لإجابة شافية عن هذا السؤال لسنوات قادمة، لكن ما نعلمه أن المسئولين الأمريكيين أدلوا تصريحات متناقضة عند اندلاع الانتفاضة تكشف عن ذهولهم. ولكن سرعان ما أصدر الرئيس الأمريكى تصريحا مكتوبا مساء يوم 10 فبراير 2011 قال فيه «إن الشعب المصرى يريد أن يرى انتقالا أسرع إلى الديمقراطية وبحلول مساء اليوم التالى أجبر الجيش المصرى «مبارك» على التنحى. لكن «مبارك» كان قد حذر أوباما أنه إذا أجبر على التنحى فورا، فإن الفوضى وحكم الإخوان سيكونان البديل. ولم يهتم أحد بكلامه لكن أثبت الزمن أن نبوءة مبارك كانت دقيقة وصادقة.
■ هل تعتقد أن الولايات المتحدة أخطأت فى الضغط الشديد على مبارك للتنحى الفورى؟
- نعم، فقبل تنحيه كان مبارك قد عرض تفويض نائبه عمر سليمان للقيام بمعظم صلاحياته، وتعهد بعدم الترشح مرة أخرى وانسحب هذا التعهد على ابنه جمال، وقبل كثير من المحتجين هذه التسوية التى كانت يمكن أن تمهد لمرحلة انتقالية أكثر سلاسة لو مُررت. لكن رغبة واشنطن فى التخلص من مبارك بشكل سريع منح الإخوان الفرصة للاستفادة من الفوضى، وتشكيل تحالف مع المجلس العسكرى، على حساب الجماعات العلمانية والليبرالية سيئة التنظيم وضعيفة التمويل. وخلال الفترة الانتقالية الفوضوية -التى حفلت بعنف وإضرابات ومعدلات جريمة غير مسبوقة- ركزت الولايات المتحدة جهودها على مساعدة القوى السياسية خصوصا الإسلاميين، للإعداد للانتخابات البرلمانية.
كما أن واشنطن أيضاً أخطأت بدعمها جماعة الإخوان تحت وهم أنها تمثل الإسلام المعتدل، وركز أوباما وبعض قيادات الكونجرس والصحف الأمريكية على انتقاد «السيسى» لملاحقته كوادرها، وغضوا البصر عن عنف الجماعة والفوضى التى خلفتها فى مصر والمنطقة، حيث أن المتظاهرين «السلميين» للإخوان الذين تدافع عنهم واشنطن انهمكوا فى حرق عشرات الكنائس المسيحية ومئات من المبانى والممتلكات الخاصة بالأقباط، إضافة إلى مهاجمة خصومهم من المسلمين والاعتداء على المتاحف والمبانى العامة ورجال الشرطة والجيش، ويشنون حربا مفتوحة ضد الدولة فى سيناء. ومن الواضح أن جماعة الإخوان، ترغب فى استخدام «شهدائها» لخلق حالة من التعاطف معها يعزز مطلبها الرئيسى فى عودة مرسى رئيسا، وحتى الآن لا يبدو أنها قد نجحت فى مساعيها مع تناقص أعداد المشاركين فى مظاهراتها يوما بعد يوم.
■ بإيجاز، ماذا أرادت واشنطن من الربيع العربى؟ وماذا كانت تتوقع من الإخوان؟
- أعتقد أن أوباما (وهو أول رئيس أمريكى يتبنى عمليا فى سياساته الخارجية شعار الإخوان، الإسلام هو الحل) رأى أن استمرار نظام مبارك بعد 3 عقود من الركود السياسى فى مواجهة السخط الشعبى أمر مستحيل. وأعتقد أن الدعم لجماعة الإخوان، التى وصفها رئيس الاستخبارات الوطنية السابق «جيمس كلابر» فى جلسة استماع بمجلس الشيوخ فى فبراير 2011، بأنها منظمة «علمانية ليبرالية» (وهو ما تراجع عنه لاحقا وبشكل جزئى تحت ضغط الرأى العام) من شأنه أن يحظى برضا أعداد غفيرة من المسلمين فى المنطقة، وسيكون وصول الجماعة «المعتدلة» بمثابة حائط صد فى مواجهة المجموعات الأكثر عنفا مثل تنظيم القاعدة. ورأيى أنهم فى هذا وقعوا فريسة لنفوذ تنظيم الإخوان الذى نجح فى اختراق مؤسسات الأمن القومى والخارجية وغيرهما، وتوجهات هؤلاء المستشارين كانت متناغمة مع قناعات الرئيس الشخصية، وبصفة عامة فإن المنتمين لليسار متعاطفون جدا مع الإخوان ويرونها رد فعل مشروعا على تدخل الغرب فى المنطقة ويعتقدون أن المحافظين فى الغرب شيطنوا الإخوان بشكل ظالم. بالإضافة إلى ذلك، كان خطاب الرئيس أوباما فى جامعة القاهرة مفرطا فى اعتذاره لدور الغرب فى العالم الإسلامى، ومؤشرا واضحا جدا على توجهاته السياسية الراغبة فى دعم الإسلاميين فى المستقبل.
■ ما الأدوات الرئيسية التى استخدمتها أمريكا لتنفيذ أجندتها فى القاهرة؟
- المنظمات غير الحكومية والسفارة الأمريكية فى القاهرة ركزت بشكل رئيسى على مساعدة الإسلاميين -الإخوان والسلفيين على حد سواء- للفوز فى انتخابات الفترة الانتقالية (أعنى بالمشورة والتدريب على الحملات الانتخابية)، واستبسلت السفيرة الأمريكية السابقة آن باترسون فى الدفاع عن نظام مرسى بحجة أنه نظام شرعى منتخب عندما ثار المصريون ضد حكمه، وواصلت إدارة أوباما ضخ مساعداتها لمصر حتى بعد أن أعلن مرسى نفسه فوق الدستور والقضاء، ورغم ملاحقة الصحفيين وغيرهم من الخصوم وإصراره على طبخ دستور جديد لم يحظ سوى بموافقة أقلية ضئيلة من الناخبين خلال عملية الاستفتاء، التى شهدت عنفا كبيرا فى ديسمبر 2012. وقارن هذا بما فعله الرئيس جورج بوش الذى فرض عقوبات مالية على الرئيس مبارك عندما حكم بالسجن على بعض معارضيه من أمثال سعد الدين إبراهيم وأيمن نور، بل إن أوباما نفسه جمد معظم المساعدات الأمريكية للقاهرة عقابا للجيش المصرى وقائده عبدالفتاح السيسى لدعمه لشعبه فى رغبته فى إسقاط نظام مرسى الدكتاتورى.
■ ما مدى صحة ما يقوله البعض عن الدور المباشر الذى لعبته منظمات أمريكية خصوصا «مجموعة الأزمات الدولية» التى يشغل الدكتور البرادعى مقعدا فى مجلس أمنائها، فى إشعال ثورة 25 يناير؟
- لو صح أن هذه المؤسسات لعبت دورا فهو فقط دور داعم وثانوى لا أكثر. وصدقنى فإن مصر كانت تموج بجماعات وقوى كثيرة كارهة لمبارك، ولم تكن بحاجة لمن يحثها من الخارج حتى تثور عليه. وكل القوى الخارجية لعبت دورا مؤثرا فقط فى توجيه الثورة بعد بدايتها وليس لصناعتها، ومن بين هذه القوى الإعلام الغربى الذى كان شديد الحماس للثورة بشكل ساذج، دفعه للترويج لبعض الخرافات حول بعض قيادات الثورة وطبيعتها.
■ وماذا عن البرادعى؟
فيما يتعلق بالدكتور محمد البرادعى، وهو أحد المدافعين بحرارة عن حركة حماس فى غزة، فقد حاول التودد لجماعة الإخوان أملا فى أن يصبح مرشحهم للرئاسة فيما بعد، لكنهم تعاملوا معه باعتباره «دخيلا» وعبروا عن رفضهم له بضربه بالحجارة أثناء إدلائه بصوته فى الاستفتاء الدستورى فى مارس2011.
■ ما أكثر ما يقلقك فى التطورات الحالية؟
- إصرار إدارة أوباما على دعم ما تتصور أنه حركات إسلامية «معتدلة» وحرصها على التقارب مع إيران -التى ساهمت ثورتها فى عام 1979 فى صعود الإسلام المتطرف فى العالم- وسوف يمكن هذا التوجه أسوأ أعداء الإنسانية من الصعود فى منطقة الشرق الأوسط وأجزاء من أفريقيا وآسيا، ونشر نفوذهم فى أوروبا وأمريكا. وفى مصر على وجه الخصوص، أدى إصرار «أوباما» على دعم الإخوان ومعاقبة وزير الدفاع عبدالفتاح السيسى، إلى سعى الجيش المصرى لتنويع مورديها العسكريين وأبرموا بالفعل صفقة مقدارها 2 مليار دولار مع روسيا، ما أحيا ذكريات الحرب الباردة، وهذا أمر شديد الخطورة. أخطاء أوباما لم تتوقف عند دعمه للإخوان فقد فشلت سياساته فى دعم المتمردين الإسلاميين ضد نظام الأسد، ما مهد الطريق للرئيس الروسى فلادمير بوتين ليتصدر المشهد هناك، وساهم أوباما بحماس فى إسقاط الزعيم الليبى معمر القذافى المتعاون مع الغرب فى الحرب على الإرهاب، وذلك بدعم جماعات إسلامية أتت الآن تحكم سيطرتها على معظم ليبيا. والأسوأ من كل ذلك دعم إدارته لرئيس وزراء العراق «الطائفى» نورى المالكى الموالى لإيران فى مواجهة خصمه الشيعى العلمانى إياد العلوى غير الطائفى الموالى للولايات المتحدة بعد الانتخابات البرلمانية العراقية فى عام 2010، التى شهدت بالفعل تقدم العلوى بمقعد واحد. والنتيجة عودة تنظيم القاعدة للأنبار وأماكن أخرى بعد هزيمتها بدعم من الولايات المتحدة فى عصر بوش، الذى دعم «الصحوة السنية» فى عامى 2007 - 2008. وأخيراً فإن الاتفاق الأخير بين الدول الست الكبرى (5+1) وإيران سوف يسمح لإيران فى النهاية بامتلاك سلاح نووى يمكن أن تستخدمه لمهاجمة إسرائيل أو حتى أمريكا وأوروبا، فضلا أن امتلاكها لهذا السلاح يمكن أن يؤدى إلى زعزعة الاستقرار بإطلاق سباق التسلح النووى بين الدول السنية (خصوصا مصر، والمملكة العربية السعودية)، واحتمال نشوب حرب بالوكالة بين كل هذه الدول ما يجعل المنطقة خارج نطاق السيطرة فى المستقبل. وبالتالى، فإن إرث أوباما فى الشرق الأوسط هو غيوم سوداء تلف مستقبل بلدانها وليس الديمقراطيات الحقيقية.